الخميس، 14 سبتمبر 2017

الإبداع الأدبي و عاهة التعريف /بقلم الشاعر /محمد الناصر شيخاوي

بقلم  : محمد  الناصر  شيخاوي  /  تونس

--------  الابداع الأدبي  و عاهة التعريف و التصنيف   -------
إن كان و لابد  من تعريف لشتى أشكال الابداع الأدبي  ، فإن   "  التعريف "  الذي  أتبناه في المجمل و أرى أنه يتناسب تماما مع الموروث و  المستحدث على حد سواء   ، بدءا بالشعر العمودي  ، الحر و النثري   ،  وصولا إلى الوافد الجديد  ،  خفيف الظل " هايكو "   ،  هو أن الكل ،  لا يعدو كونه رؤى  فكرية و أنماطا ثقافية/ معرفية  ، تحاكي  معيشا و تتفاعل مع  حيز  ( " الزمكان "  )
كل ما يعنيني ، و أنا لا أدعي نسبة و لا انتسابا لأهل الإختصاص من السادة النقاد المبجلين  ، أقول :  لا يعنيني وأنا  " المثقف " الحديث العهد بالكتابة  ، إلا ما أطلقت عليه مجازا  مسمى * الدارة الشعرية *  فكرة  > نبض > صورة   تماما كالدارة الكهربائية  ...
(1)  الفكرة و يحملها النص من مفردات و عبارات و ما يلزم ذلك  من صنوف الإبلاغ و البلاغة   ...
(2) النبض و ما يلازمه من إيقاع ذاتي و موضوعي ...
(3) و أخيرا الصورة و هي كل ما يعلق بذهن المتلقي من نور و إنارة  ؛ و يتوقف نجاح و تميز شاعر عن آخر و كاتب عن كاتب ،  بالبوح تارة و بالإضمار حينا آخر  ( ف "التحين "فن يستبطن بديع القول و حسن البيان  )
برأيي سيظل الأمر كما كان دوما  ،  رهين ثقافة و ذائقة المتلقي و معالجة المختصين من السادة النقاد ، تصويبا و توجيها  ...
بعد هذا  الذي أشرت إليه  ، و من قبل ذلك  ،  يحتاج هكذا  طرح  ،  في تساؤلات طبيعية و مشروعة   ، إلى كثير  من التفاصيل المعقدة التي  أخشى أن  تذهب بجمالية الأدب عموما و ب بهاء الشعر على الخصوص  ،  و أن تنفر  ما تبقى من رواد لهذا الفن البديع و النبيل  ، فينفضوا عنه دون الاطلاع و الإفادة من فحوى رسائله ...                                       القراء و المتابعون لهذا الرافد الفكري و الثقافي  أثقلت كواهلهم مشاغل الحياة  ،  وأعياهم الركض في كل اتجاه  ، بالطول والعرض  ..زخم هائل من شتى صنوف التسويق و العرض...
دعوة ملحة إلى الأفاضل من النقاد و المبدعين  :  أبسطوا  للشعر  فضاء عرضه كعرض السماوات والأرض ، يكون جنة للبسطاء من  العاشقين  و معراجا للعارفين الواصلين  و احذروا كل الحذر من حبسه في المعلبات الجاهزة  ، فتخفت أنواره و تخبو عطوره و ينقرض  ....
    محمد  الناصر  شيخاوي 
 تونس  في 12 / 9 / 2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق