الاثنين، 29 يناير 2018

غسق الوطن يغرق/ بقلم الشاعر/ عقيل علاء الدين درويش

******  غسق الوطن يغرق  ******

مع كل غسق 
شمس العمر 
سوريتي 
وطني 
في اقاصي الآفق 
يغرق 

دماء الشهداء 
تتدفق 
إلى أعالي السماء 
تزينها 
نجوما آلق 
تتلألئ 
تشع رونق 

ونبقى نحن 
نغوص في وحل الآلم 
مستنقع المعاناة
آهات لا تتوقف 
نقيق وجع 
دموعنا 
فقاعات نقاء 
تتطفو على سطحه 
سرعان ماتخبو 
تتلاحق 
من كهل غسل بدموعه 
شريكة حياته 
وبعض ابنائه و أحفاده 
و بنا إلتحق 
من رجل 
كان أبا 
مع فلق الصباح 
بات يتيم الأبناء 
و بنا إلتحق 
مع طفل 
كان يتأرجح 
بين أحضان ابويه
وفي بضع دقائق 
أزال التراب عن عينيه 
نظر اليهما 
فشاهد
جسداهما تكفناه 
أهال التراب عليهما 
وبنا التحق

في مستنقع الوجع 
جدة فاض بصرها 
حزنا
و أم ابيضت عيناها
تجمد دمعها شمعا 
وطفلة لا تعلم سبب بكاءها 
ضمائر حية 
بريئة هذا 
ذنبها 
قافلة تتلوها اخرى 
محملة بكل جرائم الحرب 
بنا تلتحق

في مسنتقع الدجى 
عجب 
ليس قبله و لا بعده 
عجب 
مغترب عن وطن 
مشرد بلا هوية 
غريب بلا كرامة 
هذه نعرفها 
لكن 
وطن بات بغربة 
غريب شرده 
مجهول يصك هويته
اوغاد يعيثون بكرامته
كيف للوطن أن يلتحق 

حول المستنقع 
الظلم يتصافع 
وفوقه 
طيور الوطن 
تتصافق 
بأجنحتها 
تندب بشرا 
جعلوا منه أشر غابة 
طيور النورس 
رحلت 
فلا  غد لدينا 
لتبقى 
والسنونو 
هاجر بلا عودة 
زحام الطائرات حوله
بات لا يطاق
والصواريخ تقطع
كل الخطوط الحمراء
وأزيز الرصاص 
لا يكل و لا يمل 
ولا يحل
كل ذلك 
جعل تحليقه شاق 
الكثير منهم نفق 
و من بقي حيا 
هاجر
هذه سماء الوطن 

اما الارض 
غيض و فيض 
لن بسلم منها 
حتى من يعرف
السير على البيض 
شقائق النعمان 
بكل شبر 
وحتى البعض منها 
يبحث عن ثقب ابرة 
من تراب الوطن 
لتتفتح فيه 
هل أكملت المشهد 
وكل من معي بالمستنقع 
يشهد 
انه مع كل غسق 
وطني 
في الآفق يغرق

عقيل علاء الدين درويش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق