الجمعة، 8 سبتمبر 2017

سؤال إلى الله/بقلم الشاعر/شريف بدوى

سؤال إلى الله 
بقلم / شريف بدوى 
لقد تعودت دائما أن أسال الله عز وجل بان يمنحني الصحة والعافية وان يجعلني مع الصالحين والصديقين والشهداء فى الجنة كما دعوت الله كثيرا بان يحقق لى العديد من المطالب خلال فترة عمري السابقة وعند الصلاة وفى أوقات الأزمات والمحن التى تعرضت لها ، بالتأكيد كانت مطالبي فى الدعوات تختلف فى مراحل عمري المختلفة فعندما كنت صغيرا أدعو الله أن يحقق لى الغنى وان يمنحني الأموال اللازمة لأكون من الأغنياء اشبع رغباتي وأحقق احلامى ، وعندما أصبحت ناضج الفكر تأكدت أن الغنى هو الصحة والعمل الصالح والمقدرة على العطاء ، قد يرى بعض الناس أن هذا يعبر عن العجز على القدرة لتحقيق  المطالب فهناك شخصيات كثيرة فى المجتمعات تبدء فقيرة ثم تنهض وتصبح لها كيان اقتصادي كبير وربما تكون هذه الشخصيات غير مسلمة ولا تؤمن بوجود إله ،  أشاهد على شاشات التلفاز عبر القنوات الفضائية وصفحات التواصل الاجتماعي من خلال الانترنت الكثير والكثير من الأحداث التي تحدث للمسلمين ومنها التطهير العرقي لمسلمي الروهينجا  فى ميانمار والمعاملة السيئة لهم من خلال القتل والتعذيب والاهانة ومع ذلك يقف العالم الاسلامى عاجز عن الدفاع عنهم حتى لم نشاهد اى  وقفة احتجاجية لهذه الشعوب أمام سفارة دولة ميانمار فى بلادهم ، اسأل الله العلى القدير أن يبعد هذه الغمة عن مسلمي الروهينجا وينصرهم على أعدائهم ويمنحهم الأمن والأمان فى وطنهم ، ولكن خاطبني سؤال يغزو فكرى وهو إلى الله ، أليس الله بقادر على الدفاع عن عباده الصالحين فى الأرض أليس الله بقادر على دفع البلاد الإسلامية إلى التدخل للدفاع عن هؤلاء الناس المؤمنين به وبقدرته ،  اعلم أن الأنبياء من قبل نالوا التعذيب والقسوة أثناء دعوتهم البشر للإيمان بالله وبوجوده ، ولكن الموقف مختلف فهم كانوا يدعون الناس إلى الإيمان بالغيب وبان هناك خالق لهم وهو الله عندها جاءت المعجزات للرسل لتكون دليلا على وجود الله وبعظمته ليؤمن البشر ، ولكن ألان فى وجود العلم والمعرفة وتوفر التسوق فيهما عبر التكنولوجيا الحديثة الذي اكتشفها الإنسان حديثاً أصبح للشيطان ازرع كثيرة وفعالة ضد المؤمنين بالله فى الأرض يجعلهم ينشرون كل أنواع الفساد والفحشاء والكراهية بين بعضهم البعض  ، فهناك الحروب بين المسلمين فى العراق وسوريا واليمن وليبيا وأفغانستان يتصارعون جميعا من اجل الوصول إلى السلطة والحكم وكلهم يتحدثون عن قتلاهم بأنهم شهداء ويدخلون الجنة تحت شعار لا اله إلا الله محمد رسول الله ونجد فيهم من يحفظ القران الكريم والكثير من الأحاديث النبوية الشريفة ، ومن جانب آخر نجد فى تونس الدعوة إلى مساواة المرأة مع الرجل فى الميراث و فى مصر الدعوة لتطليق المرأة لنفسها دون إذن زوجها ، وهناك من يتقبل ذلك فى ظل رفض الأزهر الشريف مثل هذه الأفكار والدعوات فى المجتمعات المسلمة ، إن تشريع القانون الذي وضعه الإنسان لينظم طرق المعاملة بين أفراد المجتمع ليحافظ على حقوقهم وممتلكاتهم وحريتهم فيه دليل على أن الإنسان لا يستطيع أن يخلق مجتمعا سويا دون وضع لوائح تنظم هذا المجتمع ولهذا انزل الله كتبه ورسله عبر التاريخ من خلق سيدنا ادم حتى ألان ، ولكنى اسأل الله كثيرا أن يمنح الشعوب الإسلامية القدرة على بناء أفكار صالحة لجر بلادنا من هذا البلاء إلى ما هو خير لهم وللعالم اجمع ، علينا جميعا أن نعلم جيدا أن الحقيقة مجهولة وان الإيمان بالغيب يمنحنا القدرة على تقبل ما نراه من أحداث مؤلمة ، وفى النهاية لا أحب أن أطيل عليكم ولكن الأسئلة إلى الله كثيرة وسنقوم بعرضها فى المقلات القادمة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق