........ الرّاقصة ..، والزّمان .......
من دُون كعبٍ عالِي
أو نعلٍ أو صِندالِ
عبثتُ بِخُلخالِي
ايّامًا وليالِي
رقصتُ أمام الملايينْ
لم أرفُق بحالِي .. لم أكُ أُبالِي ...!
سايرتُ الدّبكةَ بامتثالِ
أرخيتُ لها العُيونْ
الكلّ كان يصرخُ بجنُون
و يهتفُ مع انفِعالِي. ....
عاقرتُ في رقصي فنون الأفعى
في الالتواءْ
من اليمينِ ... إلى الشّمالِ
حتـى فساتِينِي كانت
قُزحِيّة الألوانِ
تُرى منها تقاسِيمِي
ومفاتِنِي ، و دلالِي ....
و رقصة الكهرباء
هي ارتعاشُ الوسط
ما بين هزٍّ و حَطْ
بالقفزِ و الإنتقالِ ....
موجةُ حُمّى تطالُ
المرقصَ و الملهَى
و الجوعُ أراهُ وحشًا مَتربّصًا
في عيون الذّكورِ
آهٍ من صنفِ الرّجالِ ....!
................ ...................
جُموحُ الأنثى
يطولُ و لا يزولْ
يصيرُ مع الوقتِ
نوعا غريبا من السِّحرِ
طاغِيا في الجمالِ
رقصُ الغوانِي له طُقوسْ
يُحيِي النّفوسَ لِجُلاّسِهِ
فيبرؤون في الحالِ
من أيّ داءٍ عُضالِ ....
هكذا هُنّ منذ الأزلْ ...
لا يعترِيهُنّ ملَلْ
يتصنّعنَ الخجَلْ ...
و يُساقِطنَ الدّلال
على مُتثاقِلِي الرّؤوس بسخاءٍ
تساقُط الدّقيقِ
من فجوَةِ الغُربالِ
................. .................. ........
العُبوسُ لا يهواهُ
في المرأةِ أيّ رجُلْ
يسعى لرضائها
بالمالِ، بكُلّ عزيزٍ غالِي
و معسولُ الكلامِ
سلاحُ صيدٍ لهُ
ان كانت تراهُ
بعينِ الغباءِ ، غَزَلْ ....
يُحبّها لوحةً بارقة بالأملْ
بالنّور والألوانْ
يُحسّها فراشة ....تخرج من قلبهِ
لِتحُطّ على وجهه
كأنّهُ بُستانْ
يُريدُها أحيانا ... بوقار عجُوزٍ
بنظرةٍ من نارْ
تبعثُ الإتـزانْ ...!
يُريدُ منها كلّ شيء
أن تكون لهُ ......في كُلّ آنْ ....
سجينَة"ٌ هِي"َ لرغابتِهِ
و يُراودها" هُوَ " ..كما السجّانْ
لكن في لحظة نسى .. أو تناسى
انّها إنسانْ
تُحسُّ النّظرةَ
إن كانت بريئةً
أو بغريزةِ الحيوانْ ....
رقصُها كان .. رُبّما لُقمة عيش
لا لحظةَ طيش
من صُدف الزّمانْ ....
والملهى كان لها سلوى
عن أيّ مكانْ ....
..................... .......................
كلّ من يرى الرّاقصات
يلعنُ الآباءَ ... ثمّ الأمّهاتْ ...
فتُثار َ آلافُ الحكايات
و تُقذفَ بالغيبِ المُحصناتْ ...
بغضّ النّظر .. للنّاس عُذر
و للغوانِي ألفُ عُذر ...
لكن ما نفعُ الاقاويلِ
إن هاجت و ماجتْ
بين أخْذٍ و هاتْ ..! ؟
كُلّ من تناسى عُيوبَهُ
هُو في الأصلِ مُذنبٌ
فلِمَ يلومُ و يذُمّ الأخريات...؟!
ينظرُ ما حوَى جرابُ زمانهِ
،سيلقى آلاف العيوب
وملايينَ الذّنوبْ ....
الشّاهدُ في السّماء ربّ لا ينامْ
يغفرُ الزّلاتْ ....
وفي الارضِ .. ضميرٌ حيّ
وبلّورٌ جامِدٌ .......اسمُهُ المرآةْ ....! !
بقلمي فاطمة بوعزيز
تونس ......... 9 / 11. / 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق