الثلاثاء، 28 نوفمبر 2017

يا ظلام السجن عتم/ بقلم الشاعر/ عقيل علاء الدين درويش

نص نثري محاكاة للواقع المآساوي الذي نعيشه 
السواد الذي تراه العين تتمنى أن تبيض و تعمى عن رؤيته

      ***   ياظلام السجن عتم  ***

حُكمَ الزمن عليَ ب الهمِ
نطقَ حُكمه وسلم 
والهمُ 
زنزانة منفرِدة 
ليس لك فيها 
رفيق غير الألمَ

الهمُ
عن الفرح صوم 
مرض وسقم 
غِمام متلبد
ينذرك 
بإعصارِ يمّ
بركان وحمم 
ويل 
لمن إرتطم وأستصدم 

نُفِذَ الحكم 
والأمر تمّ
صدقه الإمامُ
وشيخ معممّ
الشيطان كان موجودا 
في القاعة 
من حضر الجلسة 
رآه إبتسمّ

أعيدوني إلى زنزاتتي 
والحكم بها 
قد إختتم 
القلب لها مبتسم 
بعيدا عنكم بلا ندم 
والخير بينكم قد إنعدم
البغض عندكم فاحش 
إلا من رحم 
الدم يراق بين أرجلكم 
نزف مظلوم 
فظلمكم جمّ
الحق ألجم 
وصوته إنكتم 

ياظلام السجن عتم 
 ضاعت الاخلاق والقيم 
شرذم الشعب 
بين عبيد وخدم 
كنا بين الأمم قمم 
وبتنا أقزام و رمم

ياظلام السجن عتم 
ضاعت الأمانة والذمم
شاهت الوجوه 
قبحا و دِمم
اللسان ماصانَ نفسه 
قذف و شتم ٌ
غيبة و نممِ

ياظلام السجن عتم
لا حمام 
ولا يمام 
حطموا الأقلام 
لا قصائد 
لا كلام 
إغتالوا السلام 
وؤدوا الهمم 

ياظلام السجن عتم 
الوطن بدماء أبناءه يتحمم
وقادة على خيولهم تتجمم
هم قالوا عنه ربيع شمم 
الوطن به سرطان آليم 
بني صهيون 
سقر جحيم 
إستعمروا إقليم 
هم أيها القوم الورم
فأستأصلوا الوطن 
وتركوا الورم 
ونصبوه صنم 
لأجله 
نكسوا الأعلام 
أغمدوا الصوارم 
وزعوا  القسائم 
الشعب غنائم
فهل من لائم 

ياظلام السجن عتم 
الشيطان منا إنهزم
والتاريخ شطب 
دار إبن الأرقم 
ماعاد بيننا 
أن قلت عن فلان شهم 
قالوا لك وذاك أشهم 
ان قلت عن علان كريم 
ذكروا لك من هو أكرم 
هذه أم رحيم 
قالوا لك وتلك الجدة أرحم 
اين الايهم 
الجواب ليس مبهم 

ياظلام السجن عتم 
هذا واقعنا 
ليس بحلم ولا وهم 
ليس شؤما ولا تشاؤم 
ماهو بغم وإنما غمائم 
واقع مهزوم 
مكلوم 
فهل للنجم 
بيننا شعاع 
وهل للقمر ان يكون لنا جار 

ياظلام السجن عتم 
قد قبلت الحكم 
وأرتضيت الهم 
والحمد لله على النعم 
اقابل وجه ربي 
وليس برقبتي 
قطرة دم 

عقيل علاء الدين درويش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق