السبت، 24 سبتمبر 2016

كنا أسود /بقلم الشاعر/ عبد السيد عبدالفتاح

( كنا أسود...صرنا  قرود)
***********************************
كنا ملوك علي العروش.......
تهد لنا بلاد وتدك بأمرنا جبال
تهابنا الأسود في الغابات......
وتنحني لنا في خضوعةوأذلال
تنحني لنا هامات الملوك مهابة...
لكبريائنا تقدير وتعظيم وأجلال
حكي التاريخ يوماً عن بطولاتنا.....
وروي عن أمجادنا وأنصف وقال
كتبنا في المجد بطولات و قصص......
وسطرنا في الفداء أروع مثال
آثارنا في الغرب تحكي مجدنا....
يوماً كان فيه الرجال رجال
تباهي المجد يوماً بمجدنا......
وكأن العالم من غيرنا ذوال
ولنا تاريخ طويل يحكي مجدنا.....
تتوارثه أجيال وأجيال
كنا أذا تكلمنا صمت غيرنا.....
ولا حديث بعد حديثنا يقال
كنا في البرية كأسود جبال.....
زئيرنا رعد وأعصار وزلزال
تغرقنا جميعاً وصرنا طوائف
فغدونا نماذج مصغرة من رجال
وأضحي أبناء الملوك بعد عزهم....
أذلاء للناس يمسحون النعال
صرنا عبيد. حين هجرنا سلاحنا
وأكتفينا بالتبجح والجعجعة والأقوال
حينما صار عشق الدنيا كل همنا
وجرينا وراء سلطان وجاه ومال
حينما ملئنا بطوننا ولا ندر ى
أمن حرام أكلنا أم من حلال
صرنا عبيد حينما صرخنا كالنساء
وبكينا فى المحافل كالعيال
وتزينا بالصقور والنسور والتيجان
 والنياشين وأدبرنا فى ساحات القتال
و صرنا  نهرب  كالجرزان كالأرانب
نجعجع  ونولول عند النذال
حينما هجرنا أوطاننا
وأكتفينا بالهجرة  والترحال
حينما نمنا منتفخى البطون كالشوال
وكل غايتنا فى تكيف وسرير وجوال
كنا احرار فصرنا عبيد
نمتطى كما تمتطى البغال
وأصبحنا دميات وعرائس
بخيوط تحركها أيدي العيال
كنا أسود..أصبحنا مسخ من قرود
نلهو .ونقفز.كالبهلوانات على الحبال
ورأينا الزل بعد مهابة
وأيام لنا فى المجد طوال
وأضحى ملك الغابة فى عرينه قابعآ
 سخر به الثعلب و عليه بال
ربما تشرق فى الغد شمشنا
بعد ليل تخندق الظلام به وبنا  طال
.##############
★★★عبدالسيد عبدالفتاح★★★

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق