الأربعاء، 15 نوفمبر 2017

قصة مأساة أمراة "للحلقه ال (١٥) بقلم الكاتبة المصرية/امال مصطفى الشامى

الحلقه ال ( ١٥ ) من قصة مأساة امراه
كانت البطلة تعيش مشاعرها الأولى بمنتهى السعادة .. السعاده التى كانت تحلم بها منذ طفولتها ولم تجدها إلا فى أحضان حبيبها .. وهنا تدخل البطلة قائلة : عندما أتأمل نفسى الآن وأنا اتعايش مشاعر حقيقية أشعر إننى أصبحت إنسانة أخرى .. إنسانة جديدة فى حياة جديدة .. بدأت حياتى الجديدة بالخروجات كل جمعة ..وفى ذات جمعة ذهبنا إلى الملاهى وهناك ركبت مع حبيبى ألعاب مخيفة لم اركبها من قبل كنت أضحك من قلبى كتيرا وفى لحظات خوفى داخل اللعبة كنت احتمى بأحضانه كما تعودت أن اختبئ فيها دائما ..مر الوقت مسرعا وحان موعد عودتنا .. وإحنا فى الطريق وقعدين جنب بعض فى العربية كنت حزينة أن اليوم فات بسرعه كنت ببص من شباك العربية على ضوء الملاهى من  الخارج واتزكر كل الضحكات والمواقف واللحظات الجميله التى انتهت سريعا.. فى هذه اللحظة  تفاجئت به يحوط زراعه حولى ويضمنى إلى صدره وكأنه يحاول إنه يشعرنى بوجوده بجانبى ..لا أعلم ما الشعور الذى أصابني وقتها وكانت هى اللحظة التى ولأول مرة اشعر فيها بالحنين الشديد تجاه شرف .. حنين الطفلة البريئة  لأحضان حبيبها ووجدتنى أميل إلى أحضانه بكل عفوية ثم اغمضت عينى وذهبت إلى عالم أخر إنه الحضن الذى احتجته كتيرا فى طفولتى واحتاجه اليوم فى شبابى وسأحتاجه غدا فى مشيبى .. الحضن الذى لم أستطيع أن استغنى عنه طول حياتى .. لا أدرى كيف مر بنا الطريق ولا أعلم متى وصلنا.. وجدتنى استيقظ حين نزولى من السيارة.. كنت أشعر فى هذه اللحظة إنتى تائهة لا أستطيع إدراك المكان ولا حتى كم مر من الوقت .. وعندما تنبهت علمت أننا سنركب سيارة أخرى ولكن فى هذه المرة تفاجئت بشرف يركب جانب السائق وتركنى فى الكنبة الخلفية  . تعجبت مما رأيت وشعرت فى هذه اللحظة  إننى ارتكبت خطأ فى نظر شرف بإحتياجي لأحضانه اذٱ تشوهت سعادتى بلون الخوف . كنت طوال الطريق أسأل نفسى ماذا ترجم شرف وضع رأسى على صدره ؟ هل إنه متفهم احتياجى الشديد له ولحنانه واحتوائه ؟ أم إنه ترجم ذلك الإحتياج لشيىء أخر وأخذ عنى فكرة وحشة ؟ أما عن نفسى فكنت لا أفهم سوى إننى كالطفلة تحتاج إلى الأحضان التى تشعر فيها بالأمان والاحتواء . وعندما وصلنا إلى المنزل أخبرني شرف بأنه لم يأتينى لمدة أسبوعين تأكدت وقتها إنه فعلا خد عنى فكرة وحشة علشان كدا مش هيجى .. ولكنى سألته بكل خوف عن سبب ابتعاده هاذين الأسبوعين قال لى أن السبب هو إختلاف مواعيد شغله .. تقبلت الأمر .. ولكن عندما حان وقت ذهابه وعند قيامى لتوصيله لباب الشقه وجدتنى أقول له : أنا مش مصدقة إنك هتبعد عنى أسبوعين علشان شغلك أنا حاسه إن فيه سبب تانى .. كنت أريد أن أقول له أنا خايفة تكون هتبعد علشان خدت عنى فكرة وحشة وإنك مفهمتش إحساسي بالمعنى الصح ولكنى لا أستطيع أن أفشي له عن خوفى لعل يكون شعورى خطأ .. فى ذلك الوقت كان شرف واقفا على سلالم البيت يلقى السلام بل إنه فى اللحظات الأخيرة من نزوله كنت أشعر أن نيران الشوق فى قلبى تمنعنى من تركه فأنا لم أستطيع أن أتحمل فراقه أسبوعين وكان شعورى مختلط مابين الخوف والشوق .. وكنت لا أستطيع أن أعبر عن تلك المشاعر المختلطة سوى بالبكاء ولا أعلم ما الذى أصابني وجعلنى اتمسك بشرف بقوة على سلالم البيت رافضة نزوله وكان شعورى مابين إننى أريد أن امحى هذه الفكرة الخاطئة من عقله تجاهى قبل أن يذهب .ومابين إننى أريد أن ألقى نفسى فى أحضانه حتى أشبع منه قبل غيابه عنى فكنت مثل المشلولة لا أستطيع أن أعبر سوى ببكائى الذى لم يفهم شرف منه شيئا إلا إننى مثل الطفلة التى تبكى على رحيل أمها عنها .  ذهب شرف دون أن يفهم الصراع الذى بداخلى ..ذهب وتركنى أتألم فى ظل اشتياقى وخوفى ..ترك النيران فى قلبى والدموع فى عينى تناديه ..ذهب شرف وبعد لحظات من ذهابه بدأت تشتعل نيران الشوق تجاهه واخذت تحترق وتحترق بداخلى حتى وجدت نفسى أبكى بحرقه حزنا على حرمانى منه طوال الأسبوعين فكنت على يقين إننى لم أتحمل غيابه عنى يوما واحدا .. ذهب وتركنى أستعد لفقدانه ١٤ يوم كاملة ولم يترك لى سوى ذكريات ليوم جميل

الى اللقاء فى الحلقة القادمه 
ملحوظه : جميع حقوق النشر محفوظه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق