الخميس، 7 ديسمبر 2017

مشهد ختامى/ بقلم الشاعر/عبدالفتاح النفاطى

مشهد ختامي *


و أبْقَى

و ترْحلُ

وَترْحلُ

وَ أبْقى 

بيْنَنا الكلمَاتُ

ومضاتٍ 

منْ خَجلِ القَدَرْ

وَ لا أحَدَ منَا يَنْتصرُ

 على عنادِ الوَهْمِ

و أَحابيلِ المصيرْ

وَ تبْقى كَوَشْمٍ

على كَتفي 

كوِزْرٍ على عَاتقي  المُنْكَسِر

و أسافرُ كيْ أستريحَ 

فلا أستريحُ

سوى من هوامشِ التفاصيلِ 

و تستَمرُّ 

أخاديدُ الذكرى 

حبَائلَ تشُدُّ الخاطرةَ

إلى ندَبَاتِ العمرِ 

هي قصتُكَ الوديعة 

منثورةً 

في سفوحِ الطريقْ 

تتوَهّجُ الممرات في الجسد 

حين أنثرها 

قصيدةً أو ذاكرةَ طيْفٍ طفوليّ 

أو لُعْبَة في درج الخزانة 

أو صوتا ينادي 

في قيامة السحَرْ

كل شَيْءٍ في مكانه 

حتى الأبياتُ الأولى 

من تعْويذة الصباحْ

و القرآنُ في البيتِ 

حين تستلقي 

و تقول لي 

تعبتُ من هواية السفرْ 

و فنجانكَ الذهبيّ

كما هو 

كما إعتاد أن يشْرَبَكَ

و  آنية الزهْرِ

في الجانب الأيسر 

ممتلئَةً بحظ الورودِ

و بجلالة الربيع 

تزهرْ

يسألك هذا المشهد المرتّبُ

ترتيبا أبجديًا

صُبّني يا قهوتي المرة 

 وارتفع يا فنجانيَ 

إلى حدس شفاهي 

و رتّلْني بتجويدك الحاذقْ

ربَّمَا تنالُ تراجيديتك المزهرةُ

الأجرَ

و تبْقَى

و أندثرُ 

كهُتَافٍ بسيطٍ

من بعْدِ جرحٍ

دقيقٍ

على الخصرِ

أراوِحُ في شبْرٍ من قداسة الإحتمالْ 

فأقول 

مُكَفّرًا عن ذنْبِ

لا يغتفرُ

ربما أظلُّ

و ربما يضلُّني

الأملُ

و تقْعُدُ  حذْوك سلالات الوهم 

حين تجلسُ 

في عيْني كل ضحى 

و أنتظر القرارَ

بدمي الفولاذيّ

و يَأْتِيكَ الصدى 

جرعاتٍ

ثم ينفطرُ

في ختام الأصيلِ 

العليلِ

تقول لي 

بكُلّ كاريزما الثُقاةِ

خُذْ جدائل  الرَوَانْدِ

و خرائط المدن النائية 

لبعيد ستسافرُ

و قد تُعَمّرُ في وجْدِكَ

أقحوانة

تتنْسيكَ عُنْوَانَ المُسْتَقَرّ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق