الثلاثاء، 5 ديسمبر 2017

وتركضين/بقلم الشاعرة/ ينال سليمان

وتركضين..
كما الاثير ..
زفراتك تشتاق لقاطفِها 
حين يبعثها الحب من مرقدها
و شهيقك ينثال في قصباتك كثلوج..
كامطار .كاعصار..ك زمهرير..
وتركضين..
بلا وعي
ولا تعرفين
اي الموج المتهافتُ حولك ستركبي
واي اتجاه في سبلك الوعرة
ستسلكين..
عثرة خطاك
ومن اعلى احلامك دائماً تتدحرجين..
وفي كل مرة تلمحين فيها ضياءً
فإذا هو الضباب ينكسر بين يديك
حين منه تقتربين 
تلمحين المراكب تموج بوعودها 
فإذا هي حيتانٌ
في التيه تجعلك تغرقين..
تهيمين وراء سرابك
تنقادين كالعميان
تزحفين نحو حتفك المحتموم
ومع هذا ولا اراك تمانعين او تتعظين
كالريحان لايكف عن مجاراة الريح ارجه
كاترجة نيسان
كزنابق الوديان
كمواقد كانون في راس العام
حول نفسك تلتفين
تتحسسين جدران الزمن المُصمَت
فلا نور من ذكرى يلوح لك
و لا ريح خيال كبرى تعصف بك..
فتنكفئ غصونك خاوية على عروشها
تجلسين مكانك وحيدة
ترتجفين..
فعن ماذا بعد كل ما قابلك من شؤم ٍ
يا اقصوصة الحب الافلاطونية مازلت تبحثين؟
أ عن شتاء جديد ينقر زجاج صدرك؟
يشتم غائبك 
يمسح ذكراه التي كنت ترسمين..

يساوقك الجنون
تتمددين على اثماده 
لتخمدين نيرانك 
وتطفئين سجائر اللهفة بأقدامك
حين كالمخمورة فوقها تتراقصين
فإلى متى ياسيدة الجنون تختبئين؟
خلف ستار ليل مدلهم
وعيناك ترنو لقمر يلتحف غيمته..
لا يعنيه شدوك الشجي الحزين
فتغدين السيل و الجرف في آنٍ ..
وتغدين الجرداء لا حرس لها سوا الاشباح والاوهام
فلا دراق فيها و لا ياقوتَ ولا نعيم
فمتى تستيقظ عينيك من غفوتها
و متى تعلن شفتيك استعادة شقاوتها
ومتى ترجعين في عيون الناظرين
احلى وابهى البساتين..

وتركضين..
و تفتحين ذراعيك للحياة
وتخلعين عنك نزق الآه
و خيبة الوعود والسنين..
وتبقين انت زهرة الحياة
ان قدم هذا او رحل ذاك

ارمي ورودك في الشرفات 
كساعي بريدٍ للحب رسول..
و بمن يضع العصي في العجلات..
و بمن يرمي الحجر في الطرقات..
لا تكترثي له ولا تهتمين..
.....
#قصيدة-وتركضين..
#كلمات:ينال-سليمان-سوريا
#تمت-الأثنين-4-ديسمبر-2017
#الساعة-1:45ليلاً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق